السلام عليكم
هناك على كوكبنا ما يزيد عن مليون نوع من الحيوانات وتتراوح في الأحجام من
الطفيليات الدقيقة التي تغزو الإنسان ، وهي لا تتجاوز بضعة ميليمترات إلى الحيات
العملاقة التي قد يصل طولها ثلاثين متراً . ويبلغ نطاق مواطن هذه الحيوانات المختلفة
أقصى الحدود فجميع المحيطات تزخر بالأحياء التي تتراوح من قناديل البحر المتدفقة
والديدان الغريبة التي تحيا في الأعماق المظلمة ولا يصلها ضوء في جميع الأوقات وحيث
تثبت درجة الحرارة فيها فوق درجة التجمد بقليل .
ويزيد تنوع الحيوانات على اليابسة عنها في المياه بقدر ما يكون اختلاف الحرارة عليها
والرياح والأمطار المتغيرة على الدوام . وتتكون على الجبال مياه وفيرة ولكن بشكل جليد
وثلج أما القليل المتوفر منها للحيوانات والنباتات فيكون على شكل أمطار تأتي بها
السحب .
وللحيوانات الجبلية مشاكلها التي تترافق بالحاجة إلى الأوكسجين والرياح الباردة القارصة
وفي قمم الجبال العالية تحيا الثدييات المتكيفة مثل ثور التبت واللاما والوعل الألبي ( نسبة
إلى جبال الألب ) .
ولسوء الحظ أزاح الإنسان بعضاً من أجمل الغابات ومناطق الأدغال في العالم مما سبب
تضاؤلاً لأنواع كثيرة من الحيوانات إلى حد انقراضها .
فعلى سبيل المثال فقدت جزيرة مدغشقر ما يزيد عن ثمانين بالمائة عن غاباتها المحلية
وأخذت حيواناتها بالاختفاء بسرعة .
وللغابات المفتوحة والأراضي العشبية أنواعها الخاصة من الحيوانات التي تتنوع في المناطق
المختلفة من العالم وبالرغم من أنها تتنوع من منطقة لأخرى في العالم . فمثلاً تعرف
الحيوانات آكلة الأعشاب في أفريقيا بالغزلان والحمار الوحشي
الضواري ( المفترسات )
إن كان لديكم قط أو كلب أليف فباستطاعتك رؤية أنيابه الأربع في مقدمة الفم. هذه
الأنياب تميز جميع اللبونات الصيادة اللاحمة . وفي مؤخرة الفم توجد أضراس حادة تقطع
اللحم النيئ وتسهل أكله . والقط المنزلي يظل يتصيد الفيران والطيور بالرغم من الطعام
الكافي الذي يقدمه له أهل المنزل . والسنوريات الكبيرة تداوم الصيد طوال الوقت. ومن
أشهر السنوريات الإفريقية الكبيرة الفهد والأسد .( صورة 267،268 )
والفهد سميك الفراء ذهبي اللون أو صدئي مرقط رقطاً سوداء مجتمعة كالحلق ، وهو طويل
الأرجل فائق السرعة ، فبإمكانه العدو بسرعة 113 كيلومتراً في الساعة في المطاردات
للمدى القصير ، وبذلك يعتبر أسرع الحيوانات عدواً . ويصطاد الفهد الظباء والغزلان
فيتسلل نحو الطريدة ببطء ثم يطاردها مسافة قلما تطول مجهزاً عليها بعضة في العنق .
وتعيش الفهود في السهول العشبية من إفريقية ،وكانت تتواجد سابقاً في الهند حيث
دجنت واستخدمت في رياضة الصيد ، ولعل تسمية الفهد بالنمر الصياد تعود إلى تلك
الأيام .
والأسود أكبر حجماً من الفهود وتعيش زمراً قليلة العدد . وللأسد لبد أغبر أو مسود
حول عنقه ولا لبد للبؤة . تصطاد زمرة الأسود كفريق وتقوم اللبؤات بمعظم الصيد
للزمرة وحين تقتل اللبؤات الطريدة ، وهي من الظباء غالباً ، تتقدم أسود الزمرة للأكل
أولاً ثم اللبؤات والأشبال .
والأسود لا تخرج للصيد يومياً ، وتقضي معظم أوقاتها بعد الصيد مستلقية أو نائمة ،
وتستوطن الأسود الأراضي العشبية في إفريقية ، ويوجد القليل منها في مناطق الهند الغربية
والببر أيضاً من السنوريات ، وتعيش معظم الببور حالياً في غابات الهند وتوجد منها أعداد قليلة في الصين ومناطق آسيوية أخرى .
وتقسم اللواحم إلى مجموعتين رئيستين القطط والضباع والرباح والزباد والنمس . وتضم المجموعة
الثانية الكلاب والثعالب والدببة والراكون والنبدة وابن عرس والغرير .
ومعظم اللبونات اللاحمة تفترس ما تقتات به ، لكن بعضها يقنع بما تتركه السباع والنمور من
فرائسها بعدما تشبع منها نهمها أو يقم الجيف والرمم فيعمل على نظافة البيئة واكتمال دورة المواد
العضوية في الطبيعة . هذه الحيوانات تسمى القمامات ، وأفضل الأمثلة عليها الضباع وبنات آوى
وتجول الضباع جماعات تقم ما تجده من بقايا الحيوانات الميتة ، وأحياناً تقتل فرائسها بنفسها
وتغتذي بها . وتصدر الضباع السارحة ليلاً قرقرة ودمدمة تتحول إلى ما يشبه القهقهة عندما تعثر
على الطعام .والضبع بحجم الكبار من أنواع الكلاب ويتميز بقوة رقبته وفكيه واسنانه حتى إن
باستطاعته هصر أقسى العظام ومص نقيها . وللضبع عرف قصير يمتد على طول الظهر خلفاً من
الكتفين ، ورجلاه الأماميتان أطول من الخلفيتين .
وبنات آوى شبيهة بالذئاب لكنها أصغر حجماً وشبهها بالكلاب كثير . وهي من حيوانات
الأراضي العشبية في جنوب شرق أوروبا وآسية وإفريقية ، وهي قمامة رمامة في الغالب لكن
السرب منها قد يصطاد حيواناً كبيراً . وابن آوى ليلي النشاط يرقد نهاراً في الأدغال والجحور أو
في الماء عندما يكون الطقس شديد الحرارة . وما يسمونه في مصر " الديب " هو النوع الإفريقي
من بنات آوى .